دور الاعلام في العمليه التعليميه
نظرا للدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في توعية وتثقيف الجماهير على مختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية ولتجاوزها كل الحواجز والحدود ووصولها إلى ابعد نقطة في العالم بعد ان أصبح العالم أشبه بقرية عصرية نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجية أصبح لهذه الوسائل دور كبير في الجانب التعليمي لهذا الغرض نظم قسم
العلوم التربوية والنفسية كلية التربية حلقة نقاشية (سمنر)تحت عنوان (دور أنواع وسائل الإعلام في العملية التعليمية )للباحث الدكتور محمد جاسم عبد الأمير بحضور رئيس وأساتذة القسم وطلبة الدراسات العليا ومجموعة من طلبة الدراسات الأولية وذلك على قاعة القسم .في بدء المحاضرة أعطى الباحث تعريفا لمفهوم الإعلام حيث قال ان الإعلام لغة يعني
: مصدر الفعل الرباعي المزيد "أعلم" ومجرد الثلاثي "علم" والعلم نقيض الجهل فالعلم هو الحصول على المعرفة بنقلها من ذهن إلى ذهن آخر، أو بنقلها من الواقع إلى الذهن مباشرة وقد يدل العلم على المعرفة الأصلية التي لا تحتاج إلى تجربة ولا إلى نقل.
ب- اصطلاحاً: يعرف الإعلام كذلك بأنه عملية ديناميكية تهدف إلى توعية وتثقيف وتعليم وإقناع مختلف فئات الجماهير التي تستقبل مواده المختلفة وتتابع برامجه وفقراته.وأوضح الباحث
يقصد بالإعلام تلك العملية التي يترتب عليها نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة التي ترتكز على الصدق والصراحة ومخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم السامية والارتقاء بمستوى الرأي فوظيفة الإعلام الإبلاغ، الشرح والتفسير والتثقيف والامتناع: فهو تغيير عملي لتكوين المعرفة والإطلاع والإحاطة لما يهم الإنسان في كل زاوية من زوايا محيطه وفي كل مرفق من مرافق حياته. وبغض النظر عن عشرات التعريفات المختلفة التي وردت للإعلام فنقول بكل بساطة أنه عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والمادية والإخبارية والفنية والأدبية والعلمية المؤدية للاتصال الجماعي بالناس بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن إطار العملية التثقيفية والتعليمية والإرشادية للمجتمع .كما تطرق الباحث الى
أنواع وسائل الإعلام الصحافة ،الإذاعة المسموعة (الراديو )،التلفزيون ،الانتر نيت
و واهم الوظائف التي يؤديها الإعلام في توعية وتثقيف الجماهير فهو يؤدي وظيفة تثقيفية ،وظيفة تربوية ,وظيفة اجتماعية ، وظيفة فكرية. وبين الباحث علاقة الإعلام بالتعليم لقد سعى الإنسان منذ الخليقة إلى التغلب على ما يعترضه والاستفادة بما يمر عليه من تجارب ويربي أولاده تربية تتناسق مع حاجات المجتمع وتقاليده من خلال نقل تراث الأسلاف وخبراتهم إلى الأبناء بأساليب مختلفة ومتنوعة كل حسب عصره وإمكاناته كي ترتقي أفكارهم وحتى لا يسير الشيء الجديد في تيار عكس ما تمليه عليه قيم ومعايير أمته إلى أن وجد في الإعلام بأصنافه الإذاعة، الصحافة، التلفزيون... إلخ وسيلته لإدراك مبتغاة. إلا أن هناك العديد من يتساءل فيما تكون علاقة الإعلام بالتعليم ؟ وإلى أي حد يمكن للإعلام أن يخدم العملية التربوية في المجتمعات ككل؟؟ الإعلام والتربية كلاهما مؤسستان اجتماعيتان وإن اختلفتا في الوسائل والأساليب إلا أن وظائفها وأغراضها متشابهة فهما يجسدان هدفا موحدا ألا وهو بناء الإنسان المتعلم المثقف والمدرك لقضايا أمته والحريص على نمائها والرفع من شأنها.إن الهدف الأول للتعليم هو نقل تراث الأمة الاجتماعي من جيل إلى جيل وهذا التراث الإجتماعي في حد ذاته ليس موضع بين المعلنين في أغلب الأحيان، ويهدف التعليم بعد ذلك إلى تكوين شخصية المواطن عن طريق توسيع مدارك الفرد وتربية الإستقلال بالرأي فيه.ويتفق الإعلام والتعليم في أن كل منهما يهدف إلى تغيير سلوك التلاميذ، نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير في التلميذ الذي ينطلق بكلمة جديدة يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك أنواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي إعتاده، فالتغيير في السلوك في كليهما طريق إلى تكييف الحياة ليعيش المتعلم عيشة أفضل ويستمتع الإنسان في المجتمع بحياة أرغد ولذلك الإعلام والتعليم يقومان بالتقريب بين مختلف أفراد الشعب، وقد كانت أجهزة الإعلام قديما وحديثا هي المدرسة التي تواصل عمل المدرسة التقليدية فتق وصغارا فيتفاهمون تفاهما أحسن.وأكد الباحث لقد أثبتت وسائل الإعلام قدراتها الهائلة في التعليم والتربية حيث أضفت على العملية التعليمية صورة أكثر حيوية لاعتناقها أساليب التشويق والإثارة. مما ساعدها على تنمية القدرات الذاتية للمتعلم إثراء تجاربه ورصيده المعرفي وذلك من خلال استثارة الانتباه وجذبه والسيطرة على عدة حواس في آن واحد(1) كما أنها ساعدت المعلم في مهمته. وبهذا فوسائل الإعلام تصلك مقدرة نشر المعرفة والمعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة بحيث لا يستطيع أي مجتمع أن يستغني عنها.وهذا ما أكدته النظرية التي جاء بها "مارشال ماكلوهان" حيث أكدت على أن العملية الإعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية وهي تسعى إلى نشر التعليم والثقافة إلى جانب نشر المعلومات المختلفة والمتشعبة المضامين، فآثار الإعلام التربوية لا يمكن أبدا تجاهلها
وذكر الباحث إن اقتحام وسائل الإعلام مجال التعليم يعتبر في الواقع تحقيق لحلم طالما راود أهل الاختصاص الذين يرون في هذه التقنيات وسيلة لإصلاح النظم التربوية التقليدية وأداة لملائمة تزايد الطلب في مجال التدريب مع حاجيات عالم العمل المتطورة، فالمعلوماتية والتلماتية « Telematics »وعماليات التحاور عن بعد« Tléconférence » والتحاور السمعي « Audio Conférence » والوسائل الإلكترونية « message electromical » والأسطوانة المرئية « vidéo Disc » وغيرها من التقنيات الحديثة ساهمت في قلب مبادئ التعليم عن بعد رأسا على عقب وهذه الاختراعات الحديثة منتشرة بصفة خاصة في بلدان الشمال ولكن بدأت أخيرا تظهر ولو بشيء من الاحتشام في بعض الدول النامية، ونظرا لهذه الأهمية البالغة التي اكتسبتها وسائل الإعلام بدأت بعض مناهج التعليم الرسمية منها بإدراج مواضيع مثل المبادئ العامة لتشكيل هذه التقنيات الحديثة وتكوين الفكر النقدي في استعمالها ضمن مقررات التعليم على المستويين النظري والتطبيقي
و نخلص إلى القول أن الإعلام منذ نشأته يهدف إلى النمو واليقظة والتوافق الثقافي والحضاري والارتقاء بمستوى الرأي العام بتنويره وتثقيفه كما أنه فتح المجال للتفاعل والاحتكاك البشري ويتيح الفرصة للتفكر والاطلاع والحوار وتبادل المعلومات في شتى المجالات والميادين .
منقول للفائدة